حصة تطبيق الخطوات المنهجية لكتابة يومية/الخوض في تجربة الصيام

رمضان.. العظمة والرحمة - ملاحق - رمضان - متسامحون - البيان

في ليلة أول أيام رمضان لعام 2014 مازلت أتذكر أننا كنا مجتمعين في المنزل نشاهد ونسمع نشرة الأخبار وبعد هنيهة التقطت مسامعنا اعلان المذيع تأكيده لرؤية الهلال، فرحت فرحا كثيرا بهذا النبأ الذي أعلنت بشائره في ربوع المملكة وهلل الناس فرحا بقدومه أما عن نفسي فقد اشتقت إلى أجوائه وطقوسه الروحانية وإلى اللمة الحميمية التي تسود البيوت وتطفو على موائد الطعام كل هذه المشاهد حركت وأثارت مشاعر الخوض في تجربة الصيام حيث قررت أنا وأخي أن نخضع لهذه المنافسة وكان هدف الواحد منا أن نهزم بعضنا، بدأت المعركة حين أيقضتني أمي لوجبة السحور سمع أخي صوتها فهب مسرعا كالسهم نحو المائدة يلتهم الطعام التهام الجائع وكأنه سيصوم الشهر بأكمله أما أنا فكنت بطيئتا في تناول بعض الأطعمة دون أن يسبب ذلك شعورا بالخوف من الهزيمة وبعد ذلك صليت الصبح ثم خلدت إلى النوم ولم أستيقظ إلى بعدما سمعت صوت ساعتنا الحائطية وهي ترن بوصول التانية عشر زوالا نهضت مسرعة لأتوضأ وأصلي الظهرفي البيت مرت ساعتان وغمرني فضول وقمت بجولة في المنزل وكانت وجهتي المطبخ حيث أثرتني الروائح الطيبة للأطعمة لكنني أبيت إلا أن يكون لي موضع بجانب أخواتي يستمتعون بمشاهدة التلفاز مر بعض الوقت فسمعت مؤذن صلاة العصر .فتوجهت نحو المسجد لتأدية الصلاة وتمضية الوقت في تلاوة القرآن وسماع بعض الدروس بقيت على هذه الحال إلى أن سمعت آذان صلاة المغرب أديتها مع الجماعة ورجعت إلى البيت مسرعة إلى تناول وجبة الفطور مع أفراد عائلتي التي ساعدتني على خوض هذه التجربة زنصيحتي بالصبر وهكذا مر هذا اليوم الذي مازال طيفة ماتلا في ذاكرتي 
استخلصت من هذه التجلربة مجموعة من العبر والدروس أولها مقاومتي الناجحة للجوع وانتصاري لمعركة المنافسة مع أخي وتانيهاكسب رضى الله ورضى والدي وثالثها عشت ذلك الإحساس الذي لم يشاركه الأغنياء الفقراء إلا في هذا الشهر العظيم.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة